إنزكان: واقع التنمية المتعثرة بجماعة التمسية على لسان أحد أعضاء المجلس الجماعي ( فيديو )

  موند بريس /  محمد أيت المودن

لا يختلف اثنان، داخل جماعة التمسية التابعة ترابيا لعمالة إنزكان أيت ملول، أن شعار التنمية المنشود متوقف إلى أجل آخر ؛ فلا مرافق عمومية، ولا مساحات خضراء، ولا ملاعب رياضية جاهزة وداخل الخدمة. أما شبابها فيعانون من عطالة دائمة !

 

واجهة الجماعة الحضرية ما زالت كما هي، بالرغم من مرور سنين على وجودها، إذ لم يطرأ عليها أي تغيير يذكر، مع العلم أن هذا الموضوع سبق وأن أدرج في نقاط إحدى دورات المجلس. لكن الواقع يقول شيئا آخر، ناهيك عن الفوضى اليومية التي يتسم بها مدخل الجماعة حينما يكون الإنسان قادما إليها من أزرو من عربات مجرورة، واحتلال فظيع للملك العام ، وانفلات تنظيمي لا يشرف سكان المنطقة.

 

عندما يحل الليل، فإن الصورة تزداد قتامة وسوادا، ظلام دامس يعم معظم دواوير الجماعة ، وحتى إن وجدت الإنارة، فتبقى ضعيفة مقارنة بالمساحات التي تستهدفها . مما يجعل تفشي النشل والإعتداءات، يشكل مصدر قلق كبير للساكنة رغم مجهودات الدرك الملكي.

 

ومن خلال متابعتنا للوضعية التنموية بهذه الجماعة، صرح لنا بعض أعضاء المجلس الجماعي بجماعة التمسية أن السبب في هذا التقهقر الذي تعيشه الجماعة الضاربة في التاريخ، يرجع بالأساس إلى السياسيات الارتجالية والعشوائية في التدبير التي سلكها من تعاقبوا على تسيير الشأن المحلي، ويستمر الوضع على ما هو عليه لحد اليوم. رغم مرور أزيد من ثلاث سنوات من عمر المجلس الحالي، والذي لا ترقى حصيلته التنموية لتطلعات ساكنة التمسية . بدليل أن فرص التنمية ما زالت متعثرة، ولا يزال الفقر والهشاشة والبطالة ورداءة البنيات التحتية وضعف الخدمات الاجتماعية أبرز السمات العامة للمنطقة”.

 

فلا يمكن الحديث عن تنمية في غياب موارد مالية وشراكات متعددة مع المجالس الأخرى ( المجلس الإقليمي ومجلس الجهة )، ومع القطاع الخاص ، وتحفيز الشركات للإستثمار بالمنطقة عبر مبادرات محفزة لهم . وهذا يتطلب دينامية حقيقة من المجلس الجماعي ولجانه المختلفة . والإستمرار في هذا العجز عن إيجاد حلول لإخراج المنطقة من سباتها. لا يزيدها إلا بؤسا على بؤس.

 

ويرى ناشطون جمعويون أن من أسباب التقهقر التنموي، يعود إلى المسيرين أنفسهم، حيث أن مستواهم الثقافي والعلمي المتردي، يجعلهم دون مستوى تطلعات الساكنة، لا سيما أن مستوى أغلبهم لا يتجاوز الثالثة إعدادي في أقصى تقدير. وبعضهم لا تهمه المصلحة العليا للساكنة، بقدر ما يجتهدون في الوصول إلى مآرب شخصية. ومعظم الساكنة ترى أن المجلس الجماعي لحدود الساعة لا يساير تطلعاتهم ، فهو مجلس يتخبط ما بين قصر النظر التنموي وإفلاس تخطيطي لإقلاع حقيقي”.

 

وبالرغم من الموقع الإستراتيجي الذي توجد عليه الجماعة، بحيث أنها على الطريق الرئيسية الرابطة بين أكادير وتارودانت عبر أولاد تايمة. ولها واجهة أخرى على مطار المسيرة الدولي، وتحيط بها العديد من الضيعات الفلاحية . لكن كل هذه الإمتيازات لا تنعكس بالإيجاب على الوضعية التنموية بالمنطقة . بل إن الأزمة التنموية التي تعرفها الجماعة بمختلف المجالات ترجع بالأساس إلى “الأزمة التدبيرية للمجالس المسيرة المتعاقبة ومعهم المجلس الحالي، والذي يعيد إنتاج نفس نمط التدبير القديم الذي يراهن على التوافقات المرحلية بين أعضائه، في تغييب واضح وصريح لمخططات تنموية تجابه الصعوبات والإكراهات لمعالجة المشاكل التي تتخبط فيها الساكنة والتي قلصت من فرص تنمية المنطقة”.

 

معاناة جماعة التمسية لا تقتصر على غياب المرافق الاجتماعية وغيرها، بل تتجاوزها إلى غياب فرص شغل لفائدة شبابها، بالرغم من وجود مؤهلات مشجعة على ذلك. شباب يعاني الأمرين: غياب مرافق للتكوين لولوج سوق الشغل، وركود اقتصادي يجعلهم بدون عمل. ليكون التشغيل بمثابة الطامة الكبرى؛ ذلك أن غالبية الشباب الحاصلين على شواهد بالمنطقة يقتلهم الفراغ والتهميش وغياب فرص للشغل، بسبب عدم تشجيع الاستثمار وغياب المبادرات.

 

وفي ظل غياب بوادر تنمية بالمنطقة، وفي ظل الانتقادات الموجهة إلى أعضاء المجلس بسبب غياب مشاريع قادرة على النهوض بالساكنة من سباتها، طرقنا باب رئيس المجلس الجماعي بالتمسية سابقا. ورفض الإدلاء بأي تصريح يهم وضعية الجماعة التي يدير شأنها ، وهو ما فتح الباب أمام العديد من التأويلات حول فشل جماعته في تدبير المجال التنموي . ومن أعضائه من رمى الكرة بعيدا عن مسؤولية الجماعة في ما تعيشه الساكنة من بؤس مستمر. وأرجع التعثر التنموي إلى محدودية الميزانية التي يخصص أزيد من 75 في المائة للتسيير. وهو ما يقف عائقا أمام برمجة مشاريع تنموية تعود بالنفع على الساكنة.

 

 

واعتبر بعض أعضاء المجلس، أن المجلس وضع مجموعة من المشاريع؛ غير أن هناك أزمة عقار تعرفها الجماعة، الشيء الذي يجعل إنجازها مؤجلا. كما أننا ( يقول هؤلاء الأعضاء) “نحصل على وعود من بعض الإدارات نقدمها بدورنا إلى الساكنة؛ لكنها لا تتحقق، ما يجعلنا في موقف حرج مع المواطنين”. ليبقى أهم ورش يجب أن تشتغل عليه الجماعة وتوليه مزيدا من الإهتمام، هو ورش تنفيذ ربط باقي الدواوير بمجاري الصرف الصحي . وكذا إيجاد حل مستعجل لمشكل الهيكلة العمرانية الجديد الي يتحدث عنه الجميع، والذي سيحرر المنطقة من توقف التنمية بها.

 

ولنا عودة للموضوع.

 

 

قم بكتابة اول تعليق

اترك رد