المدينة القديمة بالدار البيضاء: واقع الترميم بين التحديات والمساءلة

موند بريس : عبد الرحمان العبداوي

تشهد المدينة القديمة بالدار البيضاء تطورات متسارعة، أبرزها انهيارات متكررة لمنازل قديمة وحوادث انفجار لقنينات الغاز، ما يثير تساؤلات حول مدى نجاعة جهود الترميم وإعادة التأهيل. رغم تخصيص ميزانيات ضخمة لتحسين البنية التحتية وتحويل المنطقة إلى وجهة سياحية، لا تزال بعض الأحياء تعاني من التدهور، مما يستدعي وقفة تأمل وتقييم شامل.

تعتبر مشاريع الترميم جزءًا من رؤية ملكية طموحة للحفاظ على الموروث الثقافي، وقد حظيت المدينة القديمة بزيارات ميدانية من جلالة الملك شخصيًا لمتابعة سير الأشغال. غير أن تأخر الإنجاز وظهور اختلالات في تدبير بعض المشاريع يثيران تساؤلات حول المسؤولية وآليات الرقابة.

من جهة أخرى، يواجه بعض السكان المتضررين صعوبات في الاستفادة من برامج إعادة الإيواء، وسط شكاوى متزايدة حول معايير الاختيار. في هذا السياق، تؤكد جهات رسمية على التزامها بإنصاف المستحقين وضمان شفافية العملية، داعية المواطنين إلى التبليغ عن أي تجاوزات.

ويبقى التحدي الأكبر هو تحقيق التوازن بين الحفاظ على الطابع التاريخي للمدينة والاستجابة للحاجيات السكنية والاقتصادية للسكان، مع ضمان تدبير مالي وإداري محكم. لذا، يظل تعزيز آليات الرقابة والمحاسبة أمرًا ضروريًا لضمان نجاح مشاريع الترميم وتحقيق الأهداف المرجوة.

 

 

قم بكتابة اول تعليق

اترك رد