موند بريس : عبد الرحمان العبداوي
مع كل زخة مطر، يعيش سكان المدينة القديمة في مقاطعة سيدي بليوط حالة من الترقب، ليس فرحا بالغيث، بل خوفا من أن يكون منزلهم التالي في قائمة الانهيارات. وكما يحدث دائما، لم تخلف الأمطار موعدها مع الفواجع، حيث شهدت المنطقة انهيار منزل آخر، كاد أن يؤدي بحياة ثلاثة أشخاص، لولا التدخل السريع لرجال الوقاية المدنية بآنفا، الذين كانوا في المكان لإنقاذ الأرواح، بينما كانت السلطات الأمنية وأعوان السلطة حاضرون بدورهم.
لكن وسط كل هذا الحضور المكثف، كان الغياب الأكثر وضوحا هو غياب منتخبي مقاطعة سيدي بليوط، الذين يبدو أن علاقتهم بالسكان تنتهي بمجرد انتهاء الحملات الانتخابية. فمن المفترض أن يكون هؤلاء المنتخبون في الصفوف الأمامية عند حدوث الأزمات، لكنهم للأسف يختفون دائما في اللحظات الحرجة.
المفارقة أن وسائل الإعلام المحلية كانت أسرع منهم في الوصول إلى موقع الفاجعة، في مشهد أصبح مألوفا، حيث يتم الاكتفاء بالظهور في المناسبات التي تحمل الأضواء والكاميرات، أما حين يتعلق الأمر بكارثة حقيقية، فإن “المقاطعة” لا تعني فقط الدائرة الإدارية، بل تعني أيضا مقاطعة المسؤولية!
ويبقى السؤال: هل سينتظر سكان المدينة القديمة حتى الانتخابات القادمة ليجدوا مسؤولا يسمعهم، أم أن عليهم التعايش مع واقع أن منتخبهم الحقيقي في مثل هذه الظروف هو رجال الوقاية المدنية والأمن، وليس أولئك الذين حملوا الوعود ثم اختفوا تحت أنقاضها؟
قم بكتابة اول تعليق