الرحامنة.. التواصل، الاهتمام، تحديد المسؤوليات مداخل لتحسين الخدمات الصحية بالإقليم.

موند بريس / محمد الدفيلي

غياب التواصل وفي غياب الإلتقائية، إضافة إلى ضعف النخب السياسية المسيرة للمجالس الجماعية الترابية بإقليم الرحامنة، كل هذا وغيره يصب في الهروب إلى الأمام عوض تقديم حلول ناجعة تعود على الجميع بالنفع العميم.
نجد كل هذا ينطبق بشكل كبير على الأفكار المطروحة من أجل إيجاد حلول ناجعة لمشاكل الصحة في إقليم الرحامنة. حيث مؤخرا تم الإعلان على بناء مستشفى جامعي في مدينة ابن جرير. شيء جميل ورائع يستحق التنويه والتشجيع.
لكن بالرجوع إلى فهم تركيبة المنظومة الصحية على مستوى الإقليم بكل وضوح وشفافية، فضلا على تسليط الضوء على بعض التجارب. سنحاول استنتاج بعض الحلول التي ربما ستكون أفضل.

لدينا أولا المركز الاستشفائي الإقليمي في ابن جرير، بناية لا ترقى أن تكون مركزا استشفائيا إقليميا بالأساس، بل كان من الأفضل تخصيصه كجناح للولادات وفقط.
ثانيا لدينا مستوصفات على مستوى الجماعات الترابية في إقليم الرحامنة، هذه المستوصفات غالبا ما تعرف اطقمها الطبية مشاكل جمة، اما مع المرتفقين، أو من ناحية قلة الموارد البشرية، ناهيك عن غياب التواصل والاهتمام من طرف مسؤولي تلك الجماعات الترابية أو السلطة المحلية.

وعلى سبيل المثال مؤخرا حصل مستوصف الجعيدات على جائزة الجودة كأفضل مستوصف على مستوى اقليم الرحامنة، وقد احتفل بهذه الجائزة يوم 27 دجنبر 2018 بمقر مندوبية الصحة جهة مراكش اسفي. لكن هذا الأمر ما كان ليحصل لولا العمل الدؤوب الذي يقوم به الطاقم الطبي بقيادة الطبيبة بشرى الخداد-الصورة جانبا مع السيد المندوب الإقليمي لوزارة الصحة بالرحامنة- وممرضين اثنين، لذلك المستوصف فضلا عن الإمكانيات والمساعدات التي يوفرها المجلس الجماعي للجعيدات.

وعلى النقيض من ذلك نجد مستوصف انزالت لعظم حصل على مراتب متقدمة أفضل من بعض المستوصفات في ابن جرير، بمجهودات فردية للطاقم الطبي في غياب تام لأية مساعدات من المكتب المسير للمجلس الجماعي انزالت لعظم. فكيف لهذا المستوصف الذي يقدم خدماته لأزيد من ساكنة جماعتين ترابيتين طيلة أيام الأسبوع، مساحته لا تتجاوز 100 متر مربع، مستوصف لا يتوفر على مراحيض، مستوصف لا يتوفر على رجال الأمن الخاص، الشيء الذي يضطر معه الطاقم الطبي إلى القيام بعدة أدوار ناهيك عن دورهم الأساسي. فضلا عن غياب قاعة للانتظار.
وحتى يفهم القارئ العزيز ضعف النخب السياسية، مثلا توجد بمستوصف انزالت لعظم دار للأمومة منذ سنة 2010، هذه هي عبارة عن مكان لراحة النفساء في حدود 48 ساعة بعد الولادة وكذلك قبل ساعات الولادة حتى تتم الولادة في ظروف طبية جيدة، لكن المفارقة الغريبة أين هي قاعة الولادة اصلا في هذا المستوصف، لكن الحمد لله مؤخرا مسؤولينا النبهاء اكتشفوا ذلك، فقرروا بناء قاعة للولادة. لكن التخوف الآخر. يمكن أن توجد البناية بتجهيزاتها ولكن هل يا ترى سيكون العنصر البشري متوفر؟
على ضوء كل هذا وغيره، يتبين أن تحسين المنظومة الصحية على مستوى إقليم الرحامنة، تحتاج إلى بناء مستشفى إقليمي بوعاء عقاري مهم بمعنى الكلمة، ثانيا الالتفات إلى المشاكل التي تتخبط فيها المستوصفات الصحية في المراكز الجماعية والاهتمام بها من طرف المجالس الجماعية الترابية. ناهيك على الاهتمام بالتواصل مع الرأي العام المحلي لبث الوعي لدى الساكنة من جهة، وأيضا لتحديد المسؤوليات ومكامن التقصير من جهة أخرى.

قم بكتابة اول تعليق

اترك رد