الحقوقي المديمي: زلزال الحوز عرى الأحزاب السياسية وأبان عن معدن المغاربة الأصيل.

  موند بريس /  محمد أيت المودن

إستغرب الحقوقي محمد المديمي رئيس المركز الوطني لحقوق الانسان بالمغرب في تصريح له لجريدة “موند بريس” غياب السياسيين بمختلف أحزابهم ومسؤولياتهم عن الساحة خلال فاجعة الزلزال الذي ضرب إقليم الحوز ومناطق أخرى وعدم تفاعلهم مع الأحداث الجارية التي شغلت الرأي العام الوطني والدولي. والخروج للرأي العام لتطمأنته عن الأوضاع، أو حتى القيام بزيارة ميدانية إلى المناطق التي شملها الزلزال، مما جعلهم الغائب الأكبر في هذه المحنة التي تعاني منها بلادنا عموما وساكنة المناطق المنكوبة الذين يعيشون بين ألم الفقد ووجع الدمار، فيما بعض السياسيين يكيلون بمكياليين، و غيابهم بهذا الشكل ليس له أي تفسير سوى الإستهانة بالمواطنيين وبمشاكلهم وآلامهم والتخلي عن الأدوار التي أسندها دستور المملكة على عاتقهم.

ففي كل مرة لا نجد سوى جلالة الملك الذي يأخد زمام المبادرة ، والذي بادر في هذه الفاجعة بأعطاء تعليماته السامية الفورية على إثر الزلزال الذي ضرب منطقة الحوز وتارودانت ومناطق أخرى، بتجنيد كل الوسائل البشرية والوجيستية ، بالقوات المسلحة الملكية والدرك الملكي والقوات المساعدة ومختلف أجهزة الأمن الوطني والسلطات المحلية ، إضافة إلى إنشاء وحدات مختلفة مكونة من مختلف فرق البحث والإنقاذ، وكذا إنشاء مستشفى طبي جراحي ميداني لمعالجة المصابين، لتقديم الدعم الضروري للساكنة المتضررة.

 

وتابع الحقوقي المديمي قائلا: إن حكومة أخنوش التي يسمونها بحكومة الكفائات لم تكلف نفسها عناء النزول لأرض الواقع خلال هذه الفاجعة المأساوية ، ولم يبادر أي سياسي قصد الخروج بتصريح رسمي أو الحضور إلى المناطق المنكوبة لتقديم المؤزارة والدعم ومواكبة عمليات الإنقاذ التي تقوم بها السلطات ، على غرار ما يفعل مختلف مسؤولو الدول. مكتفين بنشر التدوينات على حساباتهم الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي، لتقديم العزاء لأسر الضحايا، في حين لم يكن لهم أي دور أو مشاركة فعلية ميدانية، سوى الحضور في المجلس الذي عقده جلالة الملك لتقييم الأوضاع التي كان من المفروض أن يتواجد جميع البرلمانيين بغرفتيه و الوزراء ومختلف السياسيين المنتخبين الذين يتشدقون بدفاعهم عن العباد ومصلحة البلاد. خاصة القطاعات المعنية بالصحة والتجهيز والنقل وغيرها من القطاعات من أجل إعطاء المعلومات والمعطيات المتعلقة بالزلزال لتنوير الرأي العام للمواطنين وطمأنته ودحض بعض الإشاعات على مواقع التواصل الإجتماعي.

وختم الحقوقي المديمي تصريحه أنه في غياب من يحسبون على النخبة المتقفة و السياسيين وأصحاب المال والأعمال، لم نجد بدا من التضامن مع مختلف شرائح المجتمع المغربي من الطبقة الكادحة والمتوسطة الذين لبوا نداء الواجب الوطني والإنساني. والذين أبانوا عن معدنهم المغربي الأصيل في كل ربوع المملكة، بالتجنيد والتعبئة والإسهام في كل المبادرات التضامنية المنتشرة على ربوع البلاد. خدمة لهذا الوطن الذي ضربته هذه الفاجعة ، اقتداء بجلالة الملك الذي أمر بالتكفل بالضحايا المصابين وتكثيف التعبئة و ضمان المداومة ومد العون والمساعدة لتقديم العلاجات الضرورية للمصابين والجرحى، مما جعل الأحزاب السياسية خارج الأدوار المنوطة بها دستوريا، وهو ما من شأنه أن يعمق الهوة بين الأحزاب السياسية وبين المواطن المغربي .

وفي السياق ذاته ، ختم الحقوقي المديمي تصريحة : إن القوات العمومية مشكورة بمختلف أصنافها تقوم بمجهودات جبارة خلال عملية الإنقاد ليلا نهارا .في حين الساسة المنتخبين وما يحسب على بعض المثقفين والمنظمات الحقوقية. لم يكلفوا أنفسهم عناء الحضور إلى ميدان هذه الفاجعة التي أبانت عن تضامن المغاربة الأصيل ملكا وشعبا.

 

 

 

 

 

 

 

قم بكتابة اول تعليق

اترك رد