
موند بريس / محمد أيت المودن
يُظهر المغرب في الوقت الراهن نهجا متسارعا فيما يخص عمليات التسلح وتطوير ترسانته العسكرية، مما جعل منه قوة إقليمية. ويتضح جليا أن هذه النهضة المغربية تثير مخاوف جيرانه، بما فيهم إسبانيا، حيث أن وسائل إعلام إسبانية بدأت في القيام بمقارنات بين مدريد والرباط فيما يخص القدرات الدفاعية.
وفي هذا الصدد اعتبرت صحيفة ” الديبايت ” الإسبانية أن “التسلح المتسارع للمملكة المغربية بات واضحا خلال السنوات الأخيرة، خصوصا مع الدعم الإسرائيلي والأمريكي، إلى جانب كون المغاربة لا يخفون أن تكون بلادهم قوة عسكرية على أبواب أوروبا وإسبانيا على وجه التحديد”.
المصدر ذاته أوضح أن “المغرب صار منجذبا أكثر إلى السلاح الأمريكي، حيث وافقت واشنطن على بيع 18 من نظم قاذفة الصواريخ العالية الحركة إلى جانب 112 من صواريخ أرض_أرض يتراوح مداها ما بين 82 و305 كيلومترا”، إذ حسبه يعد هذا التقارب المغربي الأمريكي “دليلا على كون إسبانيا أقل تأثيرا في المنطقة”.
المغرب وفق ” الديبايت ” يثير قلق مدريد بحكم أن مطالباته بمدينتي سبته ومليلية لا تزال قائمة، خصوصا وأنه يحتل المرتبة 61 في التصنيف العالمي للقدرات العسكرية وفق ما إحصائيات حديثة ل”غلوبال فاير باور”، في الوقت الذي تحتل فيه المملكة الإسبانية الرتبة 21 عالميا.
ودخلت الصحيفة الاسبانية في مقارنة بين المغرب وإسبانيا من ناحية القدرات العسكرية، شملت البر والبحر والجو، استنادا لإحصائيات “غلوبال فاير باور” الأمريكي. فبخصوص القدرات الدفاعية الجوية، تظهر الإحصائيات التفوق الإسباني، مع تفوق مغربي فيما يخص الناقلات، حيث يحوز على إثنتين، مقابل لا شيء بالنسبة لإسبانيا.
فيما يخص القدرات الدفاعية البحرية، تظهر الإحصائيات عينها تقاربا بين مدريد والرباط، مع تفوق مغربي في بعض الجوانب، حيث تتوفر المملكة على حاملة لطائرات الهيليكوبتر HELICOPTER CARRIER، دون أن تتوفر عليها مدريد، إلى جانب توفرها على طرادة بحرية عسكرية.
وبخصوص القدرات الدفاعية البرية، يظهر أن هناك تفوق مغربي واضح، ذلك أن المملكة تتفوق على اسبانيا في عدد الدبابات بواقع 1761 مقابل 327، إلى جانب المدفعيات الثقيلة بتوفرها على 211 وحدة.
وأشارت الصحيفة الإسبانية ” الديبايت ” إلى أن المغرب وفي إطار سعيه إلى تعزيز ترسانته العسكرية، اقتنى أربع طائرات بدون طيار من طرازMQ-9B SeaGuardian من الولايات المتحدة الأمريكية إلى جانب 36 مروحية أباتشي و25 طائرة مقاتلة من طراز F-16. هذا كذلك ينضاف إلى حصوله على ثلاث فرقاطات بحرية من فئة “سيغما” وفرقاطة من فئة “فريم” .
وتجدر الإشارة إلى أن المغرب يعتمد في الآونة الأخيرة في صفقات تسليحه على المحور الإسرائيلي الأمريكي، مع انفتاحه على شركاء آخرين، حيث يسعى كذلك إلى توطين صناعة عسكرية وطنية عبر استقطاب شركات عالمية رائدة في الصناعات الدفاعية، وهو ما أبان عنه باستقطابه لشركة “إلبيت سيستمز” الإسرائيلية المتخصصة في صناعة الدرونات، وكذا الشركة الأمريكية “برات آند ويثني” المتخصصة في صناعة محركات الطائرات العسكرية، حيث من المنتظر أن تفتح هذه الشركتان فروعا لها بالمغرب في المستقبل القريب.
قم بكتابة اول تعليق